تأييد مجلس الإشراف لقرار Meta المتعلق بمنشور الأسلحة المرتبط بحالة النزاع في السودان

أيد مجلس الإشراف قرار Meta بإزالة منشور يحتوي على رسم لخرطوشة بندقية، مصحوبًا بشرح توضيحي يقدم تعليمات بشأن كيفية صنع قنابل المولوتوف وإلقائها. يرى المجلس أن المنشور انتهك معيار مجتمع فيسبوك بشأن العنف والتحريض، مما يمثل خطرًا وشيكًا ينذر بوقوع ضرر قد يؤدي إلى تفاقم العنف الدائر في السودان. وقد أثارت هذه الحالة مخاوف أوسع بشأن مسؤوليات Meta تجاه حقوق الإنسان فيما يتعلق بالمحتوى الذي يتضمن تعليمات بشأن الأسلحة والذي تتم مشاركته أثناء النزاعات المسلحة. للوفاء بهذه المسؤوليات، يجب أن تضمن Meta جعل قواعدها بشأن العنف والتحريض أكثر وضوحًا. علاوة على ذلك، يجب على Meta تطوير أدوات من شأنها تصحيح أي أخطاء ترتكبها عند إرسال إشعار خاطئ إلى المستخدمين بشأن معيار المجتمع الذي انتهكه محتواهم.

حول هذه الحالة

في يونيو 2023، نشر أحد مستخدمي فيسبوك رسمًا توضيحيًا لخرطوشة بندقية، مع توضيح المكونات باللغة العربية. يقدم الشرح التوضيحي للمنشور إرشادات بشأن كيفية صنع قنابل المولوتوف باستخدام المكونات وينصح بارتداء خوذة عند إلقاء القنابل الحارقة. ويختتم بالدعاء بالنصر للشعب السوداني والقوات المسلحة السودانية.

قبل شهرين من نشر المحتوى، اندلع قتال في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية صنفتها Meta على أنها جماعة خطيرة في أغسطس 2023. ولا يزال النزاع المسلح دائرًا في السودان وانتشر في جميع أنحاء البلاد، حيث استخدم الطرفان الأسلحة المتفجرة في الأماكن المكتظة بالمدنيين.

اكتشف نظام Meta التلقائي المحتوى، وقرر أنه انتهك معيار مجتمع فيسبوك بشأن العنف والتحريض. وقد أزالت Meta المنشور، وطبقت إنذارًا قياسيًا على الملف الشخصي للمستخدم. ومن ثم، تقدم المستخدم بطعن على الفور. وأعقب ذلك قرار أحد المراجعين البشريين لدى Meta بأن المحتوى ينتهك سياسة البضائع والخدمات المحظورة. ومن ثم، تقدم المستخدم بطعن إلى المجلس، لتقرر Meta بعد ذلك أن المحتوى كان يجب أن يُزال، ولكن في ضوء قرارها الأصلي، بموجب معيار المجتمع بشأن العنف والتحريض.

النتائج الرئيسية

يرى المجلس أن المنشور انتهك سياسة العنف والتحريض بطريقتين. أولاً، يشكّل التأثير المجمّع للصورة والشرح التوضيحي انتهاكًا للقاعدة التي تحظر تقديم "تعليمات حول كيفية تصنيع أو استخدام الأسلحة حيثما توجد لغة تنص صراحةً على الهدف المتمثل في إصابة الأشخاص بشكل خطير أو قتلهم". بغض النظر عن نية الشخص الذي أنشأ المنشور، يشير الدليل التفصيلي لصنع قنابل المولوتوف وإسداء النصيحة بضرورة "ارتداء خوذة" إلى أن المحتوى يدعو الأشخاص إلى اتباع التعليمات. ثانيًا، لا يتعلق اللجوء إلى العنف دعمًا للقوات المسلحة السودانية أثناء النزاع المسلح الدائر بغرض بعيد عن العنف. تحظر سياسة العنف والتحريض تقديم تعليمات حول كيفية تصنيع الأسلحة، ما لم يكن هناك "سياق واضح يبيّن أن المحتوى مخصص لغرض بعيد عن العنف".

تتضمن القاعدة التي تحظر تقديم تعليمات بشأن تصنيع الأسلحة أو استخدامها استثناءً للمحتوى عند مشاركته لغرض "ترفيهي للدفاع عن النفس، أو لأغراض التدريب العسكري أو ألعاب الفيديو التجارية أو التغطية الإخبارية". وقد ادعى أصحاب المصلحة الذين استشارهم المجلس وكذلك التقارير الإخبارية أن Meta تسمح بمثل هذه التعليمات في إطار ممارسة الدفاع عن النفس في بعض النزاعات المسلحة. وقد نفت Meta صحة ذلك. ولا يسع المجلس تحديد حقيقة هذه الادعاءات المتنافسة.

ومع هذا، يتمثل الجانب الأساسي هنا في أن قواعد Meta بشأن هذه القضية المهمة واضحة، ويتم تنفيذها بشكل متسق وصارم. ونظرًا لاستخدام منصات Meta من قبل المقاتلين والمدنيين أثناء النزاعات لمشاركة المعلومات حول استخدام الأسلحة، أو المحتوى الذي ينطوي على عنف بهدف الدفاع عن النفس، يجب على Meta توضيح ما تعنيه استثناءات المحتوى "الترفيهي للدفاع عن النفس" وأغراض "التدريب العسكري". لا يتفق المجلس مع Meta على أن هذه المصطلحات بالصيغة العامة لمعيار المجتمع بشأن العنف والتحريض لها "معنى واضح". ولزيادة الوضوح، يجب على Meta توضيح الجهات الفاعلة التي يمكن أن تستفيد من استثناء المحتوى "الترفيهي للدفاع عن النفس" وفي أي سياق ينطبق هذا الاستثناء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصيغة العامة للسياسة فيما يتعلق بتعليمات تصنيع الأسلحة أو المتفجرات أو استخدامها لا تنص صراحةً على أن سياقات الدفاع عن النفس لا تؤخذ في الاعتبار أثناء النزاعات المسلحة.

تسلط هذه الحالة الضوء أيضًا على استثناء آخر غير واضح لمعيار المجتمع بشأن العنف والتحريض، والذي يسمح بالتهديدات الموجهة إلى الإرهابيين وغيرهم من الجهات الفاعلة العنيفة. وهو استثناء غير واضح بما فيه الكفاية نظرًا لعدم توضيح Meta ما إذا كان هذا ينطبق على جميع المنظمات والأفراد الذين تصنّفهم بموجب سياستها المنفصلة بشأن المنظمات الخطرة والأفراد الخطرين. ويسري ذلك على هذه الحالة حيث تم تصنيف قوات الدعم السريع كذلك لفترة معنية خلال عام 2023. ومع ذلك، يستحيل بالنسبة إلى المستخدمين معرفة ما إذا كانت منشوراتهم عرضة للإزالة على هذا الأساس أم لا لأن قائمة المنظمات والأفراد المصنّفين غير متاحة للجمهور. أثار المجلس بالفعل مخاوف بشأن عدم الوضوح هذا في قراره بشأن فيديو مركز الشرطة في هايتي.

ويشعر المجلس بالقلق أيضًا من أن نظام الإشعارات لدى Meta لا يسمح لها بتصحيح أخطائها عندما لا تُبلغ بشكل صحيح عن معيار المجتمع الذي انتهكه المستخدم. وتحظى القدرة على إبلاغ المستخدمين بالانتهاكات التي ارتكبوها بأهمية كبيرة، وتضمن تحقق العدالة. وتقوض الإشعارات غير الصحيحة قدرة المستخدم على الطعن والتماس الإنصاف. في هذه الحالة، تم إبلاغ المستخدم بالخطأ أن منشوره قد أزيل بداعي انتهاك سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية، على الرغم من إزالته لانتهاك معيار المجتمع بشأن العنف والتحريض. ولذلك يشجع المجلس Meta على استكشاف طرق مُمكنة تقنيًا تتيح لها تصحيح الإشعارات المرسلة إلى المستخدمين.

قرار مجلس الإشراف

أيد مجلس الإشراف القرار الذي اتخذته Meta بشأن إزالة المنشور.

ويوصى المجلس Meta بما يلي:

  • تعديل سياستها بشأن العنف والتحريض لتتضمن تعريفات كل من المحتوى "الترفيهي للدفاع عن النفس" و"التدريب العسكري" كاستثناءات لقواعدها التي تحظر على المستخدمين تقديم تعليمات عن تصنيع الأسلحة أو استخدامها وتوضيح أنها لا تسمح بأي استثناء لهذه التعليمات للدفاع عن النفس في حالات النزاع المسلح.
  • تطوير أدوات لتصحيح أخطائها عند إرسال رسائل للمستخدمين لإبلاغهم بمعيار المجتمع الذي انتهكوه، حتى يتمكن المستخدمون من فهم السياسات التي انتهكها المحتوى الخاص بهم بشكل صحيح.

لمزيد من المعلومات

للاطلاع على القرار الكامل بشأن الحالة، انقر هنا.

للاطلاع على ملخص تعليقات العامة بشأن هذه الحالة، يرجى النقر انقر هنا.

العودة إلى الأخبار