تأييد مجلس الإشراف للقرار الذي اتخذته فيسبوك: الحالة ‎2020-003-FB-UA

أيد مجلس الإشراف قرار فيسبوك المتعلق بإزالة منشور يحتوي على إهانة فظة وهو ما يمثل انتهاكًا لمعايير مجتمع فيسبوك المتعلقة بالخطاب الذي يحض على الكراهية.

حول الحالة

قام أحد المستخدمين في شهر نوفمبر 2020 بنشر محتوى يتضمن صورًا تاريخية تم وصفها بأنها صور تعرض كنائس في مدينة باكو بأذربيجان. ويزعم النص المصاحب للصور والمكتوب باللغة الروسية أن الأرمن هم من قاموا ببناء مدينة باكو وأن هذا التراث، بما في ذلك الكنائس، قد تم تدميره. وقد استخدم المستخدم مصطلح "тазики" ("الطاجيك") وذلك لوصف المواطنين الأذربيجانيين، والذين زعم المستخدم أنهم من البدو ولا يملكون تاريخًا مقارنة بالأرمن.

كما قام المستخدم بتضمين علامات هاشتاج في المنشور للدعوة لوضع حد للعدوان وأعمال التخريب التي تتم من جانب الأذربيجانيين. ودعا هاشتاج آخر إلى الاعتراف بجمهورية أرتساخ، وهو الاسم الأرميني لمنطقة ناجورنو كاراباخ، والتي تشكل مركز الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. حاز المنشور على أكثر من 45 ألف مشاهدة وقد تم نشره خلال النزاع المسلح الأخير الذي دار بين البلدين.

النتائج الرئيسية

قامت فيسبوك بحذف المنشور بسبب انتهاكه لمعايير مجتمعها المتعلقة بالخطاب الذي يحض على الكراهية، وذلك بدعوى أن المنشور استخدم أسلوبًا ينطوي على إهانة في وصف مجموعة من الأشخاص استنادًا إلى سمة من السمات المشمولة بالحماية (ألا وهي الأصل القومي).

استخدم المنشور المصطلح "тазики" ("الطاجيك") لوصف المواطنين الأذربيجانيين. ورغم أنه من الممكن ترجمة هذا المصطلح بشكل حرفي من اللغة الروسية "كوعاء الغسيل"، فإنه يمكن أن يُفهم كذلك على أنه تلاعب باللفظ "азики" ("آزيكس")، وهو مصطلح ينطوي على ازدراء للمواطنين الأذربيجانيين ومُدرج ضمن قائمة فيسبوك الداخلية الخاصة بالمصطلحات المهينة. ويؤكد التحليل اللغوي المستقل الذي تم إجراؤه بتكليف من المجلس رؤية فيسبوك فيما يتعلق بمصطلح "тазики" بأنه إهانة ازدرائية ويُستخدم في الهجوم على أصل قومي.

ويتضح من السياق الذي تم استخدام المصطلح فيه أن الغرض منه هو توجيه الإهانة للأشخاص المستهدفين. ولذلك، يرى المجلس أن المنشور انتهك معايير مجتمع فيسبوك.

كما خلص المجلس إلى أن قرار فيسبوك المتعلق بإزالة المحتوى يتوافق مع قيم الشركة. وعلى الرغم من أن فيسبوك تعتبر "الرأي" قيمة أساسية، فإن قيم الشركة تشمل أيضًا "السلامة" و"الكرامة".

لقد أسفر القتال الذي امتد من شهر سبتمبر إلى نوفمبر 2020 حول إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه عن مقتل عدة آلاف من الأشخاص، وتم نشر المحتوى المعني قبل وقف إطلاق النار بفترة وجيزة.

وفي ظل الطابع الازدرائي للإهانة الموجهة والخطر المحدق من أن هذه الإهانات قد تتصاعد حدتها لتتحول إلى عنف جسدي، تم السماح لفيسبوك في هذه الحالة بمنح الأولوية "لسلامة" و"كرامة" الأشخاص على "رأي" المستخدم.

وقد وجدت الغالبية من أعضاء المجلس أن إزالة هذا المنشور يتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان المتعلقة بتقييد حرية التعبير.

ورأى المجلس أنه من الواضح للمستخدمين أن استخدام المصطلح "тазики" لوصف المواطنين الأذربيجانيين يُصنف على أنه مسمى ازدرائي يطلق على مجموعة تنتمي إلى جنسية بعينها، وأن فيسبوك كانت تستهدف بإزالة هذا المنشور تحقيق غرض مشروع.

كما رأت الغالبية من أعضاء المجلس كذلك أن قيام فيسبوك بإزالة المنشور هو أمر ضروري وملائم لحماية حقوق الآخرين. إن توجيه الإهانات الازدرائية يمكن أن يتسبب في خلق بيئة تتسم بالعنف والتمييز وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إسكات مستخدمين آخرين. وتبرز خلال النزاع المسلح بشكل خاص المخاطر التي تهدد حقوق الأشخاص فيما يتعلق بالمساواة والأمان الشخصي، وربما الحياة.

وعلى الرغم من أن الغالبية من أعضاء المجلس وجدت أن هذه المخاطر أظهرت أن طريقة تعامل فيسبوك مع الحالة كانت ملائمة، فإن الأقلية رأت أن الإجراء الذي اتخذته فيسبوك لا يتفق مع المعايير الدولية وأنه إجراء غير ملائم. رأت الأقلية أنه كان ينبغي على فيسبوك أن تنظر في اتخاذ تدابير أخرى للإنفاذ إلى جانب قرار الإزالة.

قرار مجلس الإشراف

أيد المجلس القرار الذي اتخذته فيسبوك بشأن إزالة المحتوى.

ويوصي المجلس في بيان استشاري بشأن السياسة بأن تقوم فيسبوك بما يلي:

  • التأكد من إعلام المستخدمين دومًا بالأسباب التي دعت إلى اتخاذ أي إجراء لإنفاذ معايير المجتمع بحقهم، بما في ذلك القاعدة المحددة التي تقوم فيسبوك بإنفاذها في هذه الحالة. في هذه الحالة، تم إعلام المستخدم بأن المنشور ينتهك معايير مجتمع فيسبوك التي تتعلق بالخطاب الذي يحض على الكراهية، ولكن لم يتم إخباره بأن السبب في هذا هو احتواء المنشور على هجوم بتوجيه إهانات إلى أصل قومي. وقد أدى افتقار فيسبوك للشفافية إلى جعل قرارها عرضة للاعتقاد الخاطئ بأن الشركة قد أزالت المحتوى لأن المستخدم عبر عن وجهة نظره التي تخالف وجهة نظر الشركة.

لمزيد من المعلومات:

للاطلاع على القرار الكامل الخاص بالحالة، انقر هنا.

للاطلاع على ملخص التعليقات العامة لهذه الحالة، انقر هنا.

العودة إلى الأخبار