أيد

الإهانات في جنوب أفريقيا

أيّد مجلس الإشراف قرار فيسبوك بإزالة منشور يناقش مجتمع جنوب أفريقيا وذلك بموجب معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية.

نوع القرار

معيار

السياسات والمواضيع

عنوان
حكومات، سياسة، مجتمعات مهمشة
معيار المجتمع
خطاب يحض على الكراهية

المناطق/البلدان

موقع
جنوب أفريقيا

منصة

منصة
Facebook

الملفات المرفقة

Public Comments 2021-011-FB-UA

ملخص الحالة

أيّد مجلس الإشراف قرار فيسبوك بإزالة منشور يناقش مجتمع جنوب أفريقيا وذلك بموجب معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية. وجد المجلس أن المنشور احتوى على إهانة تنم في سياق جنوب أفريقيا عن الإذلال والإقصاء للأشخاص المستهدفين بها وتلحق بهم الضرر.

حول هذه الحالة

في مايو 2021، نشر مستخدم على فيسبوك منشورًا باللغة الإنجليزية في مجموعة عامة تصف نفسها بأنها معنية بتنوير العقول. تعرض كل من صورة الملف الشخصي وصورة البانر الخاص بالمستخدم شخصًا صاحب بشرة سمراء. ناقش المنشور "تعدد الأعراق" في جنوب أفريقيا، وقال إن الفقر والتشرد والحرمان من امتلاك الأراضي بالنسبة لأصحاب البشرة السمراء قد ازداد في البلاد منذ عام 1994.

وقال أيضًا إن البيض يسيطرون على غالبية الثروات، وإن الأغنياء من أصحاب البشرة السمراء قد يمتلكون بعض الشركات، ولكن لا يمكنهم فرض السيطرة. وقال أيضًا إذا "كنت تعتقد" أن مشاركة البيض في الأحياء واللهجة والمدارس تجعلك "خليفة البيض"، فإن "عليك فحص قواك العقلية". واختتم المنشور بقول "أنت عبد داهية"، أو "أسوَد ذكي" أو "كافر طيب" أو "زنجي المنزل" (وستتم كتابتها لاحقًا بصيغة "ك**ر" و"ز**ي").

أهم النتائج

أزالت فيسبوك المحتوى بموجب معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية لانتهاك سياستها التي تحظر استخدام الألفاظ المهينة البذيئة التي تستهدف الأشخاص استنادًا إلى العرق و/أو السلالة و/أو الأصل القومي. لاحظت الشركة أن كلمتي "ك**ر" و"ز**ي" مدرجتان على قائمة فيسبوك للألفاظ المهينة المحظورة في سوق جنوب الصحراء الكبرى.

وجد المجلس أن إزالة هذا المحتوى تتسق مع معايير مجتمع فيسبوك. وقد أجرى المجلس تقييمًا للتعليقات العامة وما توصلت إليه أبحاث الخبراء من أن لكلمتي "ك**ر" و"ز**ي" استخدامات تمييزية، وأن كلمة "ك**ر" هي كلمة بغيضة وضارة بشكل خاص في سياق جنوب أفريقيا.

اتفق المجلس مع فيسبوك على أن المحتوى لم يدين كلمة "ك**ر" أو يعزز الوعي باستخدامها، ولم يستخدمها للإشارة إلى الذات أو بطريقة إيجابية. ومن هذا المنطلق، لم تطبق الشركة أي من الاستثناءات الواردة في معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية على هذه الحالة.

على الرغم من أن المستخدم قد ناقش في منشوره مجموعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة ذات الصلة في جنوب أفريقيا، فقد أضفى طابعًا عنصريًا على انتقاده من خلال اختيار أقسى المصطلحات الممكنة في البلاد.

في سياق جنوب أفريقيا، تعتبر لفظة "ك**ر" إهانة تنم عن الإذلال والإقصاء للأشخاص المستهدفين بها وتلحق بهم الضرر. وبالنسبة إلى بلد لا يزال يتعامل مع إرث من الفصل العنصري، فإن على فيسبوك التعامل بجدية مع استخدام الإهانات العنصرية على المنصة.

يدعم المجلس إظهار قدر أكبر من الشفافية بشأن قائمة فيسبوك للألفاظ المهينة. وينبغي على الشركة توفير معلومات أكثر عن القائمة، بما في ذلك كيفية إنفاذها في الأسواق المختلفة وسبب إبقائها سرية.

حث المجلس فيسبوك أيضًا على تحسين العدالة الإجرائية في إنفاذ سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية، وأصدر التوصية التي سيرد ذكرها أدناه. وهو ما سيساعد المستخدمين على فهم سبب إزالة فيسبوك للمحتوى وسيسمح لهم بتغيير سلوكهم في المستقبل.

قرار مجلس الإشراف

أيد مجلس الإشراف قرار فيسبوك بإزالة المنشور.

في بيان استشاري بشأن السياسة، أوصى المجلس فيسبوك بما يلي:

  • إرسال إشعار إلى المستخدمين بشأن القاعدة المحددة التي تم انتهاكها من قواعد معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية باللغة التي يستخدمون فيسبوك بها، حسب توصية المجلس في القرار الصادر بشأن الحالة ‎2020-003-FB-UA (الأرمن في أذربيجان) والقرار الصادر بشأن الحالة ‎2021-002-FB-UA (تصوير زوارت بييت). في هذه الحالة، على سبيل المثال، كان ينبغي إرسال إشعار إلى المستخدم بأنه انتهك الحظر المفروض على استخدام الألفاظ المهينة. وقد لاحظ المجلس استجابة فيسبوك للتوصية رقم 2 في القرار الصادر بشأن الحالة ‎2021-002-FB-UA، والتي تصف أداة تصنيف جديدة يفترض أن تتمتع بالقدرة على إخطار مستخدمي فيسبوك الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية بأن محتواهم قد انتهك قاعدة حظر الألفاظ المهينة. ويتطلع المجلس إلى توفير فيسبوك معلومات تؤكد إنفاذ التوصية للمستخدمين المتحدثين باللغة الإنجليزية ومعلومات عن الإطار الزمني لإنفاذ التوصية بالنسبة إلى المستخدمين باللغات الأخرى.

*توفر ملخصات الحالة نظرة عامة على الحالة ولا تُشكّل سابقة قانونية.

القرار الكامل للمجلس بشأن الحالة

1. ملخص القرار

أيّد مجلس الإشراف قرار فيسبوك بإزالة منشور يناقش مجتمع جنوب أفريقيا وذلك بموجب معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية والذي يحظر استخدام الألفاظ المهينة.

2. وصف الحالة

في مايو 2021، نشر مستخدم على فيسبوك منشورًا باللغة الإنجليزية في مجموعة عامة تصف نفسها بأنها معنية بتنوير العقول. تعرض كل من صورة الملف الشخصي وصورة البانر الخاص بالمستخدم شخصًا صاحب بشرة سمراء. ناقش المنشور "تعدد الأعراق" في جنوب أفريقيا، وقال إن الفقر والتشرد والحرمان من امتلاك الأراضي بالنسبة لأصحاب البشرة السمراء قد ازداد في جنوب أفريقيا منذ عام 1994. وقال أيضًا إن البيض يسيطرون على غالبية الثروات، وإن الأغنياء من أصحاب البشرة السمراء قد يمتلكون بعض الشركات، ولكن لا يمكنهم فرض السيطرة. وقال أيضًا إذا "كنت تعتقد" أن مشاركة البيض في الأحياء واللهجة والمدارس تجعلك "خليفة البيض"، فإن "عليك فحص قواك العقلية". واختتم المنشور بقول "أنت عبد داهية"، أو "أسوَد ذكي" أو "كافر طيب" أو "زنجي المنزل" (وستتم كتابتها لاحقًا بصيغة "ك**ر" و"ز**ي").

حقّق المنشور ما يزيد عن 1000 مشاهدة، وأقل من خمسة تعليقات وأكثر من 10 تفاعلات. وتمت مشاركته أكثر من 40 مرة. تم الإبلاغ عن المنشور بواسطة أحد مستخدمي فيسبوك بداعي انتهاك معيار مجتمع فيسبوك بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية. وفقًا لفيسبوك، فإن المستخدم الذي نشر المحتوى والمستخدم الذي أبلغ عن المحتوى و"جميع المستخدمين الذين تفاعلوا و/أو علقوا و/أو شاركوا المحتوى" لديهم حسابات موجودة في جنوب إفريقيا.

ظل المنشور موجودًا على المنصة لمدة يوم تقريبًا. بعد مراجعة أحد المشرفين للمحتوى، أزالت فيسبوك المنشور بموجب سياستها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية. يحظر معيار مجتمع فيسبوك بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية المحتوى الذي "يصف الأشخاص أو يستهدفهم سلبيًا بكلمات مهينة، ونقصد بالكلمات المهينة أي كلمات مُسيئة بطبيعتها وتُستخدم كتسميات مشينة" وذلك على أساس العرق و/أو السلالة و/أو الأصل القومي. أشارت فيسبوك إلى أنها تفرض حظرًا عالميًا على الألفاظ المهينة، لكنها تحدد الإهانات في قائمتها الداخلية للألفاظ المهينة في كل سوق على حدة. توجد كلمتا "ك**ر" و"ز**ي" في قائمة فيسبوك للألفاظ المهينة المحظورة في سوق جنوب الصحراء الكبرى.

أرسلت فيسبوك إشعارًا إلى المستخدم تخبره بأن منشوره انتهك معيار مجتمع فيسبوك بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية. أشارت فيسبوك إلى أن الإشعار المرسل إلى المستخدم وضّح أن هذا المعيار يحظر، على سبيل المثال، اللغة التي تنم عن الكراهية، والألفاظ المهينة، والادعاءات بشأن فيروس كورونا. وقد تقدم المستخدم بطعن على القرار إلى فيسبوك، وبعد إجراء مراجعة ثانية بواسطة مشرف، أكدت فيسبوك أن المنشور مخالف. وقد تقدم المستخدم بعد ذلك بطعن إلى مجلس الإشراف.

3. السُلطة والنطاق

يتمتع المجلس بسلطة مراجعة قرار فيسبوك بعد تلقي طعن من المستخدم الذي تعرض منشوره إلى الإزالة (المادة 2، القسم 1 من اتفاقية المجلس؛ المادة 2، القسم 2.1 من اللائحة الداخلية). يجوز للمجلس تأييد هذا القرار أو إلغائه، ويكون قراره بهذا الشأن ملزمًا لفيسبوك (المادة 3، القسم 5 من اتفاقية المجلس). قد تتضمن قرارات المجلس بيانات استشارية بشأن السياسية تضم توصيات غير ملزمة يجب على فيسبوك الرد عليها (المادة 3، القسم 4 من اتفاقية المجلس). ويعتبر المجلس بمثابة آلية تظلُّم مستقلة لتسوية النزاعات بطريقة تنطوي على الشفافية وتستند إلى المبادئ.

4. المعايير ذات الصلة

أخذ مجلس الإشراف المعايير التالية في الاعتبار عند إصدار قراره:

1. معايير مجتمع فيسبوك

يُعرّف معيار مجتمع فيسبوك الخطاب الذي يحض على الكراهية على أنه "هجوم مباشر على الأشخاص على أساس ما نطلق عليه سمات تتمتع بحقوق حماية – العِرق والسلالة والأصل القومي والانتماء الديني والتوجه الجنسي والطبقة الاجتماعية والجنس والنوع والهوية الجنسية والأمراض أو الإعاقات الخطيرة." بموجب "الطبقة الثالثة"، يتضمن المحتوى المحظور أي محتوى "يصف الأشخاص أو يستهدفهم سلبيًا بكلمات مهينة، ونقصد بالكلمات المهينة أي كلمات مُسيئة بطبيعتها وتُستخدم كتسميات مشينة لأصحاب السمات أعلاه."

2. قيم فيسبوك

تم توضيح قيم فيسبوك في مقدمة معايير المجتمع. وقد جرى وصف قيمة "حرية الرأي" بأنها "ذات أهمية قصوى":

يتمثل هدف معايير مجتمعنا دائمًا في توفير مكان لحرية الرأي يستطيع الأشخاص من خلاله إبداء وجهات نظرهم. [...] ونحن نريد أن يتمتع الأشخاص بالقدرة على التحدث بحرية عن القضايا التي تهمهم، حتى في حالة عدم اتفاق البعض أو اعتراضهم.

تُقيد فيسبوك "حرية الرأي" لخدمة أربع قيم، ترتبط اثنتان منها بهذه الحالة:

"السلامة": نحن ملتزمون بجعل فيسبوك مكانًا آمنًا. ولا شك أن أشكال التعبير التي تحمل تهديدًا للأشخاص قد تتسبب في إخافة الآخرين أو إقصائهم أو إسكاتهم ونحن لا نسمح بذلك على فيسبوك.

"الكرامة" : نحن نؤمن بأن الأشخاص متساوون في الكرامة والحقوق. ونتوقع من الجميع احترام كرامة الآخرين وعدم الإساءة إليهم أو الحط من قدر الآخرين.

3. معايير حقوق الإنسان

تُرسي مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان (UNGP)، التي أقرها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2011، إطار عمل تطوعي لمسؤوليات الأنشطة التجارية الخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان. في عام 2021، أعلنت فيسبوك عن سياسة حقوق الإنسان الخاصة بالشركة، والتي أعادت التأكيد من خلالها على الالتزام باحترام حقوق الإنسان على نحو يتفق مع مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان. استند تحليل المجلس في هذه الحالة إلى معايير حقوق الإنسان التالية:

  • حرية التعبير: المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPRالتعليق العام رقم 34، اللجنة المعنية بحقوق الإنسان 2011؛ المادة 5، الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (ICERD)؛ تقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالخطاب الذي يحض على الكراهية، A/74/486، ‏2019؛ تقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتنقيح المحتوى، A/HRC/38/35، ‏2018.
  • المساواة وعدم التمييز: المادة 2، الفقرة 1 والمادة 26 (العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية)؛ المادة 2، الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري؛ التوصية العامة رقم 35، لجنة القضاء على التمييز العنصري، 2013.

5. بيان المستخدم

أشار المستخدم في الطعن الذي تقدم به إلى المجلس إلى ضرورة السماح للأشخاص بتبادل وجهات النظر المختلفة على المنصة و"المشاركة في نقاش متحضر وصحي". ذكر المستخدم أيضًا أنه "لم يذكر مجموعة بعينها ليتم استهدافها بالكراهية أو إساءة معاملة أعضائها بأي شكل من الأشكال من قبل أعضاء مجموعة أخرى." وزعم المستخدم أن منشوره على العكس من ذلك قد "شجّع أعضاء مجموعة معينة على التأمل وإعادة تقييم أولوياتهم ومواقفهم". كما ذكر أنه لا يوجد شيء في المنشور أو في "مضمونه أو مقصده" يروج الخطاب الذي يحض على الكراهية، وأنه من المؤسف أن تعجز فيسبوك عن إخباره عن الجزء الذي يحتوي على خطاب يحض على الكراهية في المنشور.

6. شرح قرار فيسبوك

أزالت فيسبوك المحتوى بموجب معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية، وتحديدًا لانتهاك سياستها التي تحظر استخدام الألفاظ المهينة البذيئة التي تستهدف الأشخاص استنادًا إلى العرق و/أو السلالة و/أو الأصل القومي. أشارت فيسبوك في حيثيات قراراها إلى أنها تحظر المحتوى الذي يتضمن ألفاظًا مهينة تعد مسيئة بطبيعتها وتُستخدم كتسميات مشينة، ما لم يبين المستخدم بوضوح أن المحتوى "قد تمت مشاركته على سبيل الإدانة أو المناقشة أو التوعية بالإهانة، أو ما لم تكن الإهانة موجهة إلى الذات أو مستخدمة بطريقة إيجابية." وقد أفادت فيسبوك أن هذه الاستثناءات لم تنطبق في هذه الحالة.

قالت فيسبوك إن المنشور يشير ضمنيًا إلى أنه موجه إلى "أصحاب البشرة السمراء الأذكياء" وأن هذه العبارة "تهدف إلى انتقاد أصحاب البشرة السمراء في جنوب أفريقيا الذين يُنظر إليهم على أنهم "متلهفون للغاية للظهور بمظهر ذكي أو بارع بشكل مثير للإعجاب". أشارت فيسبوك أيضًا إلى أن المنشور ذاته قد استخدم لفظة "ك**ر" و"ز**ي"، وهي ألفاظ مدرجة على قائمة فيسبوك السرية للألفاظ المهينة المحظورة. وتعتبر كلمة "ك**ر"، وفقًا لفيسبوك، "أكثر لقب مثير للمشاعر السلبية في جنوب أفريقيا" وقد استخدمه البيض تاريخيًا في جنوب أفريقيا "كلفظ ازدرائي للإشارة إلى أصحاب البشرة السمراء". وقد أضافت فيسبوك أن هذا المصطلح "لم يسبق مطلقًا تعديل مدلوله من قبل مجتمع أصحاب البشرة السمراء". وأشارت فيسبوك إلى أن كلمة "ز**ي" أيضًا "مسيئة إلى أقصى درجة في جنوب أفريقيا" ولكن "تم تعديل مدلولها من قبل مجتمع أصحاب البشرة السمراء ليتم استخدامها بمعنى إيجابي."

أشارت فيسبوك أيضًا إلى أن عملية تحديد ما إذا كانت اللفظة أو العبارة تشكل إهانة أم لا تتضمن ضرورة صدور توصية بها من المساهمين الداخليين أو الخارجيين. وقد ذكرت فيسبوك أنها أجرت مشاورات في الآونة الأخيرة مع المساهمين أكدت الحاجة إلى وجود استثناء في سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية يسمح باستخدام الإهانات في حالة "استخدامها للإشارة إلى الذات أو بطريقة إيجابية." وفقًا لفيسبوك، اتفق المساهمون الخارجيون بوجه عام على أهمية "السماح للأشخاص باستخدام مصطلح مهين تم تعديل مدلوله بطريقة إيجابية"، ولكن من المهم أيضًا أن تتوقف فيسبوك عن "تخمين أو تحديد أو جمع بيانات عن تحلي المستخدمين بسمات تتمتع بحقوق حماية" عند تحديد ما إذا كان استخدام اللفظ المهين يخالف سياساتها أم لا. أكدت فيسبوك في ردها على المجلس أن قائمة المساهمين الخارجيين تتضمن سبعة خبراء/منظمات في أمريكا الشمالية، و16 من أوروبا، و30 من الشرق الأوسط، واثنين من أفريقيا، وستة من أمريكا اللاتينية وواحد من منطقة آسيا والمحيط الهادئ/الهند.

خلُصت فيسبوك إلى أنه على الرغم من أن صورة الملف الشخصي للمستخدم تصور شخصًا صاحب بشرة سمراء، فإن المستخدم "لم يشر إلى أن الألفاظ المهينة تنطبق عليه أو يطلب إعادة النظر فيها أو تعديل مدلولاتها." ووفقًا لفيسبوك، فإن "الألفاظ المهينة في هذا المنشور تُستخدم بطريقة مسيئة لمهاجمة" أصحاب البشرة السمراء الذين يعيشون مع البيض. ومن هذا المنطلق، قالت فيسبوك إن إزالة المنشور تتفق مع معيار مجتمعها المعني بمكافحة الخطاب الذي يحض على الكراهية.

أشارت فيسبوك أيضًا إلى أن الإزالة تتسق مع قيم "الكرامة" و"السلامة" التي تقرها الشركة، عند موازنتها مع قيمة "حرية الرأي". وفقًا لفيسبوك، تم استخدام الألفاظ المهينة التي تضمنها المنشور "لمهاجمة أشخاص آخرين بطريقة ضارة تتعارض مع قيم فيسبوك." وقد أشارت فيسبوك في هذا الصدد إلى قرار المجلس بشأن الحالة ‎2020-003-FB-UA.

ذكرت فيسبوك أن قرارها يتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وأشارت إلى أن قراراها يمتثل لمتطلبات القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تنص على ضرورة احترام أي قيود تفرض على حرية التعبير مبادئ الشرعية والهدف المشروع والضرورة والتناسب. ووفقًا لفيسبوك، كانت سياساتها "متاحة بسهولة" في معايير المجتمع وكان "اختيار المستخدم لكلماته يندرج تمامًا تحت حظر الألفاظ المهينة". علاوة على ذلك، كان قرار إزالة المحتوى مشروعًا لحماية "حقوق الآخرين ضد الضرر والتمييز"، ويتسق مع المتطلب الوارد في المادة 20، الفقرة 2 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يحظر أي خطاب يؤيد "الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف." وأخيرًا، قالت فيسبوك إن قرارها بإزالة المحتوى كان "ضروريًا ومتناسبًا للحد من الضرر" الموجه إلى أفراد مجتمع أصحاب البشرة السمراء و"المشاهدين الآخرين الذين يشاهدون الخطاب الذي يحض على الكراهية"، مشيرة إلى توصية صادرة عن معهد الديمقراطية الإسرائيلي ومؤسسة ياد فاشيم بعنوان "Recommendations for Reducing Online Hate Speech" (توصيات للحد من الخطاب الذي يحض على الكراهية على الإنترنت)، ومقالة ريتشارد ديلجادو بعنوان "Words That Wound: A Tort Action for Racial Insults, Epithets, and Name-Calling" (كلمات جارحة: دعوى الضرر بسبب الإهانات والنعوت والألقاب العنصرية).

7. المعلومات المقدمة من جهات خارجية

تلقى مجلس الإشراف ستة تعليقات عامة ذات صلة بهذه الحالة. وردت ثلاثة تعليقات من أفريقيا جنوب الصحراء، وتحديدًا من جنوب أفريقيا، وورد تعليق من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعليق من آسيا والمحيط الهادئ والأوقيانوس، وتعليق من الولايات المتحدة وكندا. تلقى المجلس تعليقات من المساهمين بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني وكانت تلك التعليقات تركز على حرية التعبير والخطاب الذي يحض على الكراهية في جنوب أفريقيا.

تناولت التعليقات المقدمة موضوعات تتضمن تحليل كلمات "أصحاب البشرة السمراء الأذكياء" و"ز**ي" و"ك**ر"، ومدى إمكانية تصنيف تلك الكلمات كخطاب يحض على الكراهية؛ وهوية المستخدم ومقدم البلاغ وتأثيرها في كيفية تلقي المنشور؛ ومدى إمكانية تطبيق استثناءات سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية من فيسبوك.

لقراءة التعليقات العامة المقدمة في هذه الحالة، يرجى النقر هنا.

8. تحليل مجلس الإشراف

نظر المجلس في مسألة ما إذا كان ينبغي استعادة هذا المحتوى من خلال ثلاث رؤى: معايير مجتمع فيسبوك؛ وقيم الشركة؛ ومسؤوليات الشركة تجاه حقوق الإنسان.

8.1 الامتثال لمعايير المجتمع

وجد المجلس أن إزالة هذا المحتوى تتسق مع معايير مجتمع فيسبوك. كان استخدام كلمة "ك**ر" في منشور المستخدم مخالفًا لمعيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية، ولم يتم تطبيق أي من استثناءات السياسة عليه.

يحظر معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية الهجوم على أساس سمة تتمتع بحقوق حماية. ويتضمن ذلك "المحتوى الذي يصف الأشخاص أو يستهدفهم سلبيًا بكلمات مهينة، ونقصد بالكلمات المهينة أي كلمات مُسيئة بطبيعتها وتُستخدم كتسميات مشينة لأصحاب السمات الواردة أعلاه." ترى فيسبوك أن لفظا "ك**ر" و"ز**ي" من الإهانات العنصرية. وقد أجرى المجلس تقييمًا للتعليقات العامة وما توصلت إليه أبحاث الخبراء من أن كلا اللفظين يمثلان إهانة لها استخدامات تمييزية، وأن كلمة "ك**ر" هي كلمة بغيضة وضارة بشكل خاص في سياق جنوب أفريقيا.

الإنترنت هو شبكة عالمية والمحتوى الذي ينشره المستخدم على فيسبوك في سياق معين قد ينتشر ويتسبب في حدوث ضرر في سياقات أخرى. في الوقت ذاته، فإن قائمة فيسبوك السرية للألفاظ المهينة مقسمة حسب السوق نظرًا لأن الكلمات قد تحمل معانٍ مختلفة وربما تتسبب في تأثيرات مختلفة في بعض الحالات. ويذكر المجلس أنه قد تعامل في السابق مع استخدام كلمة "كافر" في القرار الصادر بشأن الحالة ‎2020-007-FB-FBR، حيث أمر المجلس باستعادة المحتوى. في تلك الحالة، لم تتعامل فيسبوك مع المصطلح كإهانة، واعتبرت أنه يشير بالأحرى إلى "غير المؤمنين" كمجموعة مستهدفة "بتهديد مستتر" مزعوم بموجب سياسة العنف والتحريض. ويحمل المصطلح الذي يتضمن حرف "f" واحد باللغة الإنجليزية والمستخدم في الحالة الخاصة بالهند نفس الأصول العربية مثله مثل المصطلح المستخدم في جنوب أفريقيا ويكتب بحرفيّ "f". ويتضح من ذلك الصعوبة التي تواجهها فيسبوك عند إنفاذ حظر شامل على كلمات معينة على مستوى العالم، حيث قد تحمل مصطلحات مشابهة أو متطابقة في اللغة ذاتها أو في لغة مختلفة معانٍ مختلفة وتشكّل مخاطر مختلفة تبعًا لاستخدامها في السياق.

يرى المجلس أن المنشور كان يستهدف مجموعة من أصحاب البشرة السمراء في جنوب أفريقيا. ويرى أيضًا أن انتقاد المستخدم قد ناقش الوضع والامتياز الاقتصادي والتعليمي والمهني المفترض لهذه المجموعة. قال المستخدم في بيانه إلى المجلس إنه لم يكن يستهدف أو يحرض على الكراهية أو التمييز ضد أشخاص بناء على انتمائهم العرقي. وجد عدد قليل من أعضاء المجلس أن هذه الحجة مقنعة. مع هذا، فقد اختار المستخدم أشد الألفاظ الممكنة في جنوب أفريقيا لإضفاء طابع عرقي على الانتقاد. وعند استخدام كلمة "ك**ر" متبوعة بكلمة "طيب" باللغة الأفريقانية نجد أن لذلك ارتباطًا تاريخيًا واضحًا يحمل أهمية كبيرة في جنوب أفريقيا. ويرى المجلس أنه لا يمكن الفصل بين استخدام كلمة "ك**ر" في هذا السياق ومعناه الضار والتمييزي.

أخبرت فيسبوك المجلس إنها تراجع قائمتها للألفاظ المهينة سنويًا. وفيما يتعلق بإدراج كلمة "ك**ر" في القائمة، شاركت فيسبوك أنها أجرت مشاورات في 2019 مع منظمات المجتمع المدني في جنوب أفريقيا. وقد أخبر المساهمون فيسبوك في الاجتماع أن كلمة "ك**ر" تستخدم بطريقة من شأنها الحط من قدر الشخص صاحب البشرة السمراء واحتقاره كشخص أقل شأنًا وأكثر استحقاقًا للازدراء." وللوفاء بمسؤولياتها بشأن حقوق الإنسان عند وضع السياسات ومراجعتها، بما في ذلك قائمة الألفاظ المهينة، ينبغي على فيسبوك استشارة المجموعات المحتمل أن تتأثر بذلك إلى جانب المساهمين الآخرين ذوي الصلة، بما في ذلك خبراء حقوق الإنسان.

وضعت فيسبوك أربعة استثناءات لسياسة الألفاظ المهينة ذكرتها في مبادئ السياسة لمعيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية: "ندرك أن الأشخاص يشاركون أحيانًا محتوى يتضمن خطابًا يحض على الكراهية على لسان شخص آخر لإدانته أو تعزيز الوعي به حتى يتجنبه الأشخاص. وفي حالات أخرى، يُسمح بالخطاب الذي قد ينتهك معاييرنا بشكل آخر عندما يُستخدم للإشارة إلى الذات أو بطريقة إيجابية." وتتبنى غالبية أعضاء المجلس وجهة النظر التي تقول بإن استثناءات فيسبوك لم تنطبق في هذه الحالة. وذلك لأن المحتوى لم يدين استخدام كلمة "ك**ر"، ولم يعزز الوعي بها، كما إنها لم تُستخدم بطريقة إيجابية. وجد المجلس أيضًا أن هذا المحتوى لم يكن للإشارة إلى الذات، على الرغم من اقتناع عدد قليل من الأعضاء بضرورة تطبيق هذا الاستثناء لأنه يعبر عن انتقاد بعض الأعضاء المميزين في المجموعة المستهدفة. مع هذا، وجد المجلس أن المنشور لا يتضمن أي شيء يوحي بأن المستخدم يعتبر نفسه ضمن المجموعة المستهدفة. وعلاوة على ذلك، فإن إشارة المستخدم لكلمتي "كنت" و"قواك" في المنشور قد بينت أن المستخدم لا ينتمي إلى المجموعة المستهدفة.

وبالتالي، وجد المجلس أن تصرف فيسبوك عندما قررت إزالة هذا المحتوى يتفق مع معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية.

8.2 الامتثال لقيم فيسبوك

يدرك المجلس أن "حرية الرأي" هي أهم قيمة لدى فيسبوك، وأن فيسبوك تريد أن يتمتع مستخدمو المنصة بالقدرة على التعبير عن أنفسهم بحرية. ومع ذلك، فإن قيم فيسبوك تتضمن أيضًا "الكرامة" و"السلامة".

يرى المجلس أن قيمة "حرية الرأي" تحظى بأهمية كبيرة في الخطاب السياسي الذي يتناول المساواة الاجتماعية والاقتصادية في جنوب أفريقيا. وتعتبر النقاشات التي تتناول توزيع الثروة وعدم المساواة والانقسام العرقي ذات صلة وثيقة بالموضوع، لا سيّما في مجتمع يرى الكثيرون أنه لا يزال يمر بمرحلة انتقالية من الفصل العنصري إلى مزيد من المساواة. قد يرى المستهدفون بهذه الإهانة أيضًا أن "حرية الرأي" قد تأثرت لما قد ينتج عن تلك الإهانة من إسكات للمستهدفين بها مما يدفعهم إلى الامتناع عن المشاركة على فيسبوك.

يرى المجلس أيضًا أن قيم "الكرامة" و"السلامة" محل قلق بالغ في هذا السياق. فقد وجد المجلس أن استخدام لفظة "ك**ر" كإهانة في سياق جنوب أفريقيا قد ينم عن الإذلال والإقصاء ويلحق الضرر بالأشخاص المستهدفين بهذه الإهانة (راجع، على سبيل المثال، 2019 PeaceTech Lab and Media Monitoring Africa’s Lexicon of Hateful Terms، صفحة 12 و13). وبالنسبة إلى بلد لا يزال يتعامل مع إرث من الفصل العنصري، فإن على فيسبوك التعامل بجدية مع ذِكر الإهانات العنصرية على المنصة.

من الجوانب التي لا يمكن إغفالها أيضًا أن المستخدم في هذا السياق اختار نشر لفظ مهين يؤجج المشاعر بشكل خاص في جنوب أفريقيا. وكان بإمكان المستخدم المشاركة في المناقشات السياسية وتلك التي تتناول الشأن الاجتماعي والاقتصادي على فيسبوك بطرق تخاطب مشاعر الجمهور دون الإتيان على ذكر هذه اللفظة المهينة. وهو ما برر تنحية عن قيمة "حرية الرأي" الخاصة بالمستخدم وإحلال حماية "حرية الرأي" و"الكرامة" و"السلامة" الخاصة بالآخرين محلها.

8.3 الامتثال لمسؤوليات فيسبوك تجاه حقوق الإنسان

خلُص المجلس إلى أن إزالة المحتوى تتفق مع مسؤوليات فيسبوك كشركة تجاه حقوق الإنسان. ألزمت فيسبوك نفسها باحترام حقوق الإنسان بموجب مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان (UNGP). وتنص سياسة حقوق الإنسان الخاصة بشركة فيسبوك على أن ذلك يتضمن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR).

تنص المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على ضرورة توفير حماية واسعة النطاق لحرية التعبير. وتكون الحماية "مشددة بشكل خاص" لأوجه التعبير والنقاش السياسي (التعليق العام رقم 34، الفقرة 38). وتوفر الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري أيضًا حماية لحرية التعبير (المادة 5)، وقد أكدت اللجنة المكلفة بمراقبة امتثال الدول على أهمية الحق في مساعدة "الفئات الضعيفة على تصحيح توازن القوى بين مكونات المجتمع" وتقديم "آراء ووجهات نظر بديلة" في المناقشات (لجنة القضاء على التمييز العنصري، التوصية العامة رقم 35، الفقرة 29). في الوقت ذاته، أيد المجلس قرارات فيسبوك بتقييد المحتوى التزامًا بالاختبار الثلاثي الوارد في المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمتمثل في الشرعية والهدف المشروع والضرورة والتناسب. خلُص المجلس إلى أن إجراءات فيسبوك تفي بمسؤولياتها بموجب هذا الاختبار.

1. الشرعية (وضوح القواعد وسهولة الوصول إليها)

يقتضي مبدأ الشرعية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان أن تكون القواعد التي تستخدمها البلدان للحد من حرية التعبير واضحة ومتاحة لعامة الجمهور (التعليق العام رقم 34، الفقرة 25). وقد أشارت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان أيضًا إلى أن القواعد "لا يجوز أن تمنح الأشخاص المسؤولين عن تنفيذ[ها] سلطة تقديرية مطلقة في تقييد حرية التعبير" (التعليق العام رقم 34، الفقرة 25). في بعض الحالات، قد يكون مفهوم "كلمات مسيئة بطبيعتها" و"مشينة" لدى فيسبوك غير موضوعي للغاية ويثير مخاوف بشأن الشرعية (A/74/486، الفقرة 46، وراجع أيضًا A/HRC/38/35، الفقرة 26). علاوة على ذلك، قد تكون هناك حالات يكون فيها للكلمة المهينة معانٍ متعددة أو يمكن استخدامها بطرق لا تعتبر "هجومًا".

طرح المجلس سؤالاً على فيسبوك بشأن كيفية إنفاذ قائمة الألفاظ المهينة لكل سوق، وما إذا كان ظهور اللفظة المهينة في قائمة أحد الأسواق يعني أنه لا يمكن استخدامها عالميًا. وأجابت فيسبوك بأنها "تفرض حظرًا عالميًا على الألفاظ المهينة، لكن تحديد ما إذا كانت اللفظة مهينة أم لا يتم لكل سوق على حدة، لأن فيسبوك تدرك التنوع الثقافي واللغوي يعني أن الألفاظ المهينة في بعض الأماكن قد لا تكون كذلك في أماكن أخرى." وقد أعاد المجلس طرح سؤاله الأولي. فأجابت فيسبوك بأنه "إذا ظهر لفظ ما في قائمة الألفاظ المهينة لأحد الأسواق، فإن سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية تحظر استخدامها في هذا السوق. وقد يُستخدم اللفظ في مكان آخر بمعنى آخر؛ وبالتالي، تقيّم فيسبوك بشكل مستقل إمكانية إدراجه في قوائم الألفاظ المهينة للأسواق الأخرى." ولا تزال كيفية إنفاذ فيسبوك لحظر الألفاظ المهينة عمليًا وعلى نطاق واسع غير واضحة للمجلس. ولا يعلم المجلس كيف تعمل عمليات الإنفاذ التي تقوم بها فيسبوك لتحديد المحتوى المخالف وإزالته على مستوى العالم بالنسبة إلى الألفاظ التي تكون مهينة في أسواق بعينها، وكيفية تحديد الأسواق، ومتى وكيف يحدث هذا التقييم المستقل.

في هذه الحالة، كما ذُكر أعلاه، تتفق المصادر التي استشارها المجلس على أنه يُنظر إلى كلمة "ك**ر" على نطاق واسع في جنوب أفريقيا باعتبارها أكثر لقب عنصري مثير للمشاعر السلبية. ولأن التعبير يقع بشكل لا لبس فيه ضمن الحظر، فقد تحملت فيسبوك مسؤولياتها فيما يتعلق بالشرعية في هذه الحالة.

يرى المجلس أن قراره في الحالة ‎2021-010-FB-UA وتوصياته بشأن توفير فيسبوك أمثلة توضيحية من سياسة الألفاظ المهينة في معايير المجتمع المعلنة للعامة (التوصية رقم 1). يدعم المجلس توفير قدر أكبر من الشفافية بشأن قائمة الألفاظ المهينة ويواصل مناقشة السبل التي يمكن من خلالها لفيسبوك تزويد المستخدمين بقدر كافٍ من الوضوح واحترام الحق في المساواة وعدم التمييز في الوقت ذاته. ترى أقلية من أعضاء المجلس أن على فيسبوك جعل قائمة الألفاظ المهينة علنية حتى تتوفر لكل المستخدمين. وترى الأغلبية أن على المجلس تكوين فهم أفضل عن الإجراءات والمعايير التي يتم على أساسها إنشاء القائمة وكيفية إنفاذها على وجه التحديد، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة المترتبة على نشرها علنيًا، بما في ذلك السلوك الاستراتيجي لتجنب الانتهاكات المرتبطة بالألفاظ المهينة ومدى إمكانية حدوث تأثير ضار نتيجة لتراكم بعض الكلمات. وينبغي على فيسبوك الإسهام في هذا النقاش من خلال نشر المزيد من المعلومات عن قائمة الألفاظ المهينة، وعمليات تحديدها ومراجعتها، وكيفية إنفاذها وتطبيقها على مستوى العالم و/أو حسب السوق أو اللغة، وسبب إبقائها سرية.

2. الهدف المشروع

ينبغي أن تستند أي قيود تفرضها الدولة على حرية التعبير إلى أحد الأهداف المشروعة الواردة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ويتضمن ذلك "حقوق الآخرين". صرّح المجلس سابقًا أن حظر الألفاظ المهينة "يهدف إلى حماية حقوق الأشخاص في المساواة وعدم التمييز (المادة 2، الفقرة 1، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية [و] ممارسة حرية التعبير على المنصة دون التعرض للمضايقة أو التهديد (المادة 19، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية)، ضمن حقوق أخرى (القرار الصادر بشأن الحالة ‎2020-003-FB-UA). أكد المجلس على مشروعية تلك الأهداف.

3. الضرورة والتناسب

تقتضي مبادئ الضرورة والتناسب المنصوص عليها في القانون الدولي لحقوق الإنسان أن تكون أي تقييدات يتم فرضها على حرية التعبير "مناسبة لتحقيق وظيفتها الحمائية، ويجب أن تكون أقل الوسائل تدخلاً مقارنة بغيرها من الوسائل التي يمكن أن تحقق النتيجة المنشودة؛ ويجب أن تكون متناسبة مع المصلحة التي ستحميها" (التعليق العام رقم 34، الفقرة 34). في هذه الحالة، قرر المجلس أن إزالة المحتوى كانت متناسبة مع تحقيق وظيفة حمائية. وأصدر المجلس أيضًا إلى فيسبوك توصية بشأن السياسية تتناول تحسين كيفية إنفاذ معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية.

يحظر معيار مجتمع فيسبوك بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية بعض أشكال التعبير التمييزي، بما في ذلك الألفاظ المهينة، ولا يُشترط في ذلك أن يحرض التعبير على ارتكاب أعمال عنف أو تمييز. وفي حين قد تثير عمليات الحظر هذه بعض المخاوف إذا فرضتها الحكومة على مستوى أوسع (A/74/486، الفقرة 48)، لا سيما إذا تم فرضها من خلال عقوبات جنائية أو مدنية، يشير المقرر الخاص إلى أن الكيانات المشاركة في الإشراف على المحتوى مثل فيسبوك يمكنها تنظيم مثل هذا الخطاب:

يمثل حجم وتعقيد التعامل مع التعبير الذي يحض على الكراهية تحديات طويلة الأجل وقد يؤدي بالشركات إلى تقييد مثل هذا التعبير حتى لو لم يكن يرتبط بوضوح بنتائج سلبية (حيث ترتبط الدعوات التي تحض على الكراهية بالتحريض في المادة 20(2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية). ومع ذلك، يجب على الشركات توضيح الأسس التي تستند إليها هذه القيود، وإثبات ضرورة وتناسب أي إجراءات متعلقة بالمحتوى (A/HRC/38/35، الفقرة 28).

في هذه الحالة، كان السياق التاريخي والاجتماعي حاسمًا، حيث يشير المجلس إلى أن استخدام كلمة "ك**ر" يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتمييز وبتاريخ من الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ناقش المجلس أيضًا حالة المتحدث ومقصده. ويقر المجلس بوجود حالات تكون فيها الهوية العرقية للمتحدث مهمة لتحليل الآثار المترتبة على المحتوى. ويشير المجلس إلى مخاوف المقرر الخاص بشأن احتمال أن يتسبب إنفاذ سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية بشكل غير متسق إلى "معاقبة الأقليات وتعزيز مركز الجماعات المهيمنة أو القوية" إلى الحد الذي تظل فيه المضايقات والإساءة موجودة على الإنترنت في حين قد تتم إزالة "الانتقادات الموجهة إلى الظواهر العنصرية وهياكل السلطة" (A/HRC/38/35، الفقرة 27). وعلى الرغم من أن صورة الملف الشخصي قد تؤدي إلى استنتاجات بشأن المستخدم، يرى المجلس أنه يتعذر بشكل عام تأكيد ما إذا كانت صور الملف الشخصي تعكس الأشخاص المسؤولين عن المحتوى أم لا. وإضافة إلى ذلك، ناقش المجلس مخاوف قالت فيسبوك إنها أثارت قلق المساهمين بشأن محاولتها تحديد الهويات العرقية للمستخدمين. وقد وافق المجلس على أن تجميع فيسبوك أو احتفاظها ببيانات عن الهويات العرقية المتصورة للمستخدمين يشكل مصدر قلق بالغ بشأن الخصوصية. وفيما يتعلق بالمقصد، فبينما أشار المستخدم إلى أنه كان يطمح إلى تشجيع التأمل، فقد تضمن المنشور إهانة عنصرية لها دلالات تاريخية مثيرة للمشاعر السلبية بهدف انتقاد بعض أصحاب البشرة السمراء في جنوب أفريقيا.

لقد اتسم هذا القرار بالتعقيد بالنسبة إلى المجلس. وقد أسفر عن إزالة التعبير الذي يناقش المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة ذات الصلة في جنوب أفريقيا. وتحظى هذه المناقشات بالأهمية، ويجب السماح بدرجة معينة من التسامح مع الاستفزاز عند مناقشة مثل هذه الأمور على فيسبوك. ومع هذا، يرى المجلس أنه بالنظر إلى المعلومات التي جرى تحليلها في الفقرات السابقة، فإن قرار فيسبوك بإزالة المحتوى كان متناسبًا. وقد أصدر المجلس أيضًا توصية بشأن السياسية تنص على ضرورة أن تعطي فيسبوك الأولوية لتحسين العدالة الإجرائية للمستخدمين فيما يتعلق بإنفاذ سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية، وذلك حتى يتمكن المستخدمون من فهم أسباب إزالة المحتوى بشكل أوضح في المكان الذي تمت فيه الإزالة وأن يتمتعوا بإمكانية التفكير في تغيير سلوكياتهم وفقًا لذلك.

9. قرار مجلس الإشراف

أيد مجلس الإشراف قرار فيسبوك بإزالة المحتوى.

10. توصية بشأن السياسة

الإنفاذ

لضمان العدالة الإجرائية للمستخدمين، على فيسبوك:

  1. إرسال إشعار إلى المستخدمين بشأن القاعدة المحددة التي تم انتهاكها من قواعد معيار المجتمع بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية باللغة التي يستخدمون فيسبوك بها، حسب توصية المجلس في القرار الصادر بشأن الحالة ‎2020-003-FB-UA (الأرمن في أذربيجان) والقرار الصادر بشأن الحالة ‎2021-002-FB-UA (تصوير زوارت بييت). في هذه الحالة، على سبيل المثال، كان ينبغي إرسال إشعار إلى المستخدم بأنه انتهك الحظر المفروض على استخدام الألفاظ المهينة. وقد لاحظ المجلس استجابة فيسبوك للتوصية رقم 2 في القرار الصادر بشأن الحالة ‎2021-002-FB-UA، والتي تصف أداة تصنيف جديدة يفترض أن تتمتع بالقدرة على إخطار مستخدمي فيسبوك الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية بأن محتواهم قد انتهك قاعدة حظر الألفاظ المهينة. ويتطلع المجلس إلى توفير فيسبوك معلومات تؤكد إنفاذ التوصية للمستخدمين المتحدثين باللغة الإنجليزية ومعلومات عن الإطار الزمني لإنفاذ التوصية بالنسبة إلى المستخدمين باللغات الأخرى.

*ملاحظة إجرائية:

يتم إعداد قرارات مجلس الإشراف من قِبل لجان مكونة من خمسة أعضاء ويتم اعتمادها من أغلبية أعضاء المجلس. ولا يلزم بالضرورة أن تُعبّر قرارات المجلس عن وجهات النظر الشخصية لجميع الأعضاء.

بالنسبة إلى القرار المتخذ بشأن هذه الحالة، تم إجراء بحث مستقل نيابة عن المجلس. وقد توافرت الخبرة اللازمة في السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي عن طريق معهد أبحاث مستقل يقع مقره في جامعة جوتنبرج ويعتمد على فريق مكون من أكثر من 50 عالم اجتماع من ست قارات، فضلاً عن أكثر من 3200 خبير محلي من جميع أنحاء العالم. وقد تم تقديم الخبرة اللغوية من شركة Lionbridge Technologies LLC، التي يتقن المتخصصون بها أكثر من 350 لغة ويعملون من 5000 مدينة حول العالم.

العودة إلى قرارات الحالة والآراء الاستشارية المتعلقة بالسياسة