حماية الأطفال لا يمكن أن تبرر إسكات التحقيق في الفساد

أيد مجلس الإشراف قرار Meta بالإبقاء على منشور على Facebook يتضمن مزاعم بالفساد ضد سياسي فلبيني باستخدام صور له ولأطفاله، يبدو أن العديد منهم قُصَّر. في هذه الحالة، وجد المجلس أن اللغة المستخدمة لم تتضمن تهديدًا مباشرًا أو مستترًا، بل يمكن فهمها على أنها تعهد بكشف الفساد الذي يمارسه أحد الشخصيات العامة. ويشير المجلس إلى أنه يجب دائمًا حماية حقوق الأطفال وسلامتهم. ولكن لا ينبغي السماح للمسؤولين العموميين باستخدام هذه الحماية لتجنب التحقيق. لا يمكن أن تؤدي مجرد الإشارة إلى الأطفال في مزاعم الفساد، في حد ذاتها، إلى إسكات مثل هذه الادعاءات عندما يتم استخدام الأطفال كمؤشرات.

عن الحالة

في أبريل 2025، نشر أحد مستخدمي Facebook صورتين على صفحة إحدى مجموعات Facebook. تُظهر الصورة الأولى إليزالدي سالسيدو كو، وهو سياسي فلبيني، وعائلته، بما في ذلك أطفاله القُصَّر. تُظهر الصورة الثانية طائرة تحلق فوق الماء. يذكر التعليق، باللغتين التاغالوغية والإنجليزية، أن الأطفال يمتلكون طائرة من طراز جلف ستريم باسمهم، ويتساءل عن كيفية شرائها. 

يتضمن التعليق العبارات التالية: "على حساب سلامة وأمن عائلتك. أليس كذلك، زالدي؟" و"هذا هو الثمن يا زالدي... عائلتك". يختتم التعليق بالكلمات التاغالوغية "Hindi ka namin patahimikin". ترجمت Meta هذه العبارة على أنها "سوف نطاردك". لم تفسر Meta هذه العبارة على أنها تهديد بارتكاب أعمال عنف، بل على أنها محاولة للقضاء على الفساد. استشار المجلس خبراء لغويين أكدوا هذه الترجمة، وفسروا العبارة على أنها تعني "لن نترككم وشأنكم". 

تمت مشاركة المنشور أكثر من 4,000 مرة وحقق أكثر من 1.7 مليون مشاهدة. وقد تم التعرف عليه بواسطة مصنفين مختلفين من Meta – مصممين للعثور على المحتوى الأكثر انتشارًا الذي يحتمل أن ينتهك سياسة العنف والتحريض والمحتوى الأكثر انتشارًا الذي قد يلحق الضرر بالشباب. ولكن لم يتم إعطاء الأولوية لهذه البلاغات للمراجعة البشرية، وظل المنشور على المنصة. 

قامت Meta بمراجعة المنشور بعد تلقيها بلاغًا بشأن المحتوى من جهة اتصال في مجلس النواب الفلبيني. بعد تحليل المنشور واستشارة خبراء محليين، خلصت الشركة إلى أنه لا ينتهك السياسات وأبقته على المنصة. أحالت Meta الحالة إلى مجلس الإشراف. 

النتائج الرئيسية

يرى المجلس أن اللغة المستخدمة في المنشور لا تحتوي على تهديد بالعنف مباشر أو مستتر، بل يمكن فهمها على أنها إدانة وتعهد بكشف فساد شخصية عامة.

يجب التعامل بجدية مع القضايا التي تنطوي على تهديدات محتملة لسلامة الأطفال على الإنترنت واتخاذ إجراءات سريعة بشأنها. ولكن في هذه الحالة، يرى المجلس أن مزاعم الفساد كانت موجهة إلى السياسي وحده، وليس إلى أفراد أسرته.

لم ينتهك المحتوى السياسة المتعلقة بالتنمر والإساءة، التي تحظر توجيه اتهامات بارتكاب سلوك غير قانوني ضد القُصَّر بصفتهم الشخصية، لأن المنشور كان موجهًا إلى والدهم. لم ينتهك المنشور كذلك الإرشادات الداخلية لشركة Meta التي تحظر توجيه اتهامات جنائية ضد البالغين عندما يؤدي ذلك إلى إلحاق ضرر في الواقع. 

يؤكد المجلس على أن الناس يجب أن يتمتعوا بحرية التعبير عن آرائهم السياسية، بما في ذلك انتقاد السياسيين، من دون خوف من الرقابة. بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يعتبر هذا النوع من الخطاب جوهر التعبير السياسي المحمي. يتعين على القادة السياسيين والمسؤولين العموميين أن يتحملوا قدرًا أكبر من التحقيق والنقد مقارنةً بالأفراد بصفتهم الشخصية، نظرًا لدورهم المؤثر في الشؤون العامة.

ينبغي تقييم انتقاد المسؤولين العموميين في سياقه الاجتماعي واللغوي لفهم المخاطر التي قد ينطوي عليه، لا سيما في البيئات التي قد يكون فيها الكشف عن الفساد مقيدًا أو خطيرًا. في حين أن مزاعم الفساد قد تحدث أحيانًا في سياق تهديدات بالهجوم، يجب على Meta أن تدرك أنه في حالة عدم وجود تهديد بالعنف – كما في هذه الحالة – فإن مثل هذه الطلبات قد لا تهدف حقًا إلى حماية الأطفال، بل هي محاولة من قبل شخصيات ذات نفوذ لحماية أنفسهم من المساءلة. يجب أن تكون الاستجابة ضرورية ومتناسبة، مع مراعاة السياق واللغة. وينبغي لها أن تعترف بالمصلحة العامة الكبيرة في الشفافية والمساءلة وحماية الخطاب الذي يزعم فساد الموظفين العموميين.

يوجه المجلس انتباه Meta إلى التوصيات الصادرة في حالات سابقة والتي تطالب Meta بنشر إرشاداتها الداخلية حتى يتمكن المستخدمون من فهم ما هو مسموح وما هو غير مسموح بشكل واضح. يجب على Meta التأكد من اعتمادها على الخبرة المحلية والسياقية لاتخاذ قرارات صعبة بشأن المحتوى الذي ينطوي على تهديدات محتملة، كما فعلت في هذه الحالة. 

قرار مجلس الإشراف

يؤيد المجلس قرار Meta بالإبقاء على المحتوى. 

يؤكد المجلس أيضًا على التوصيات السابقة التي دعا فيها Meta إلى تحسين الإنفاذ بناءً على تحليل سياقي للغة التي قد تشكل تهديدًا، والتي صدرت في حالات شعار الاحتجاجات الإيرانية، والدعوة إلى احتجاجات النساء في كوبا والتصريحات حول رئيس الوزراء الياباني. ويشمل ذلك تحديث الإرشادات الداخلية المقدمة لمراجعي المحتوى، عند الاقتضاء، بحيث تعالج الشركة أي غموض أو ثغرات أو تناقضات.

ملاحظة: بعد قرار مجلس الإشراف، تم تعطيل صفحة النشر لتجاوزها حد المخالفة للمحتوى غير ذي الصلة بهذه الحالة.

 

مزيد من المعلومات

لقراءة التعليقات العامة على هذه الحالة، انقر هنا.

العودة إلى الأخبار