اغتيال مرشح لمنصب عمدة في المكسيك
تم النشر بتاريخ 12 كانُون الْأَوَّل 2024
في أربع حالات مقاطع فيديو تُظهر اغتيال خوسيه ألفريدو كابريرا بارينتوس، المرشح لمنصب عمدة في المكسيك، يوضح المجلس كيف أن Meta تعاملتْ بشكل مختلف مع المنشورات؛ حيث كان ينبغي أن يستفيد ثلاثة منها من النتيجة نفسها - أن يتم الإبقاء عليها على منصات الشركة إعمالاً لاستثناء الأهمية الإخبارية. هذه المنشورات الثلاثة تمت مشاركتها بواسطة منافذ إخبارية كانت تقدِّم بوضوح تقارير عن اغتيال سياسي قبل انتخابات المكسيك: أبقت Meta اثنين من المنشورات على منصاتها وأزالت واحدًا. وهذه الإزالة التي تُعد إبلاغًا عن قضايا محل خلاف من الجمهور من شأنها أن تقيِّد الوصول إلى معلومات جوهرية، وأن تحدّ من حرية الرأي. وهذا أمر مثير للقلق نظرًا للمخاطر التي تواجه المنافذ الإخبارية في المكسيك عند الإبلاغ عن الفساد الرسمي والجريمة المنظمة. وعلى الرغم من التباين في تطبيق استثناء الأهمية الإخبارية في هذه الحالات، يُعرب المجلس أيضًا عن مخاوفه عن مدى فعالية الاستثناء نفسه. وللتعامل مع هذا الأمر، يؤكد المجلس على أحدث توصياته من قراره بشأن لقطات من هجوم موسكو الإرهابي والذي طالب فيه بتطبيق الاستثناء من القاعدة التي لا تسمح بصور الجهات الخارجية التي تُظهر لحظة وقوع هجمات مصنَّفة على ضحايا ظاهرين. فمن شأن هذا النهج المحدَّث أن يساعد في ضمان معاملة أكثر إنصافًا لكل المستخدمين.
حول الحالات
في مايو 2024، نُشرت أربعة عناصر محتوى أو أعيدت مشاركتها من حسابات على وسائل إعلام إخبارية في أمريكا اللاتينية، تناولت اغتيال أحد المرشحين لمنصب عمدة في ولاية غيريرو المكسيكية. وقد تضمنت المنشورات الأربعة كلها مقاطع فيديو مشابِهة تُظهر خوسيه ألفريدو كابريرا بارينتوس في مشاهد من حملته الانتخابية قبل قيام شخص بتصويب بندقية نحوه، أتبع ذلك ظهور صور غير واضحة وأصوات طلقات نارية.
اشتملت أول حالتين على منشورات تمت مشاركتها بواسطة مؤسسات إعلامية كبيرة. يتناول الشرح التوضيحي للمنشور الأول كيف أن الكثير من المرشحين قد اغتيلوا في أثناء الدورة الانتخابية، في حين يتضمن صوت مقطع الفيديو بيانًا لمكتب المدعي العام للولاية أوضح فيه أن كابريرا بارينتوس كان يحظى بالحماية لحظة اغتياله. وقد حظي بالمشاهدة نحو 59,000 مرة. يتضمن المنشور الثاني تحذيرًا بشأن حساسية مقطع الفيديو وشرحًا توضيحيًا ذَكرَ بيان حاكم ولاية غيريرو يدين فيه حادث القتل. وقد زاد عدد مرات مشاهدة المنشور عن مليون.
ونظرًا لأن Meta قد صنَّفت هذا الاغتيال على أنه حدث مخالف ينطوي على عنف وفقًا لسياستها بشأن المنظمات الخطرة والأفراد الخطرين، فقد أضيفت بالفعل نسخة أخرى من مقطع الفيديو إلى بنك خدمة مطابقة الوسائط (MMS) المبرمج لإزالة المحتوى نفسه. ووفقًا لتلك السياسة، لا يُسمح للمستخدمين بمشاركة صور الجهات الخارجية التي تُظهر لحظة وقوع تلك الهجمات المصنَّفة على ضحايا ظاهرين. وعلى الرغم من مخالفتهما لقواعد Meta، فقد تم الإبقاء على أول منشورين، واللذين تم تحديدهما بواسطة بنك خدمة مطابقة الوسائط وأحيلا إلى الخبراء المختصين لدى Meta لإجراء مراجعة إضافية. وقد مُنِح المنشوران استثناء الأهمية الإخبارية، والذي يُعطى من وقتٍ لآخر للمحتوى الذي تقرِّر Meta أنه يحظى بقيمة عالية من حيث المصلحة العامة. وقد تم الإبقاء على المنشورين كليهما على منصات Meta مع تطبيق شاشات تحذيرية بعنوان "تمييز كمزعج" وتسميات "جدير بالنشر"، إلا أنهما أحيلا إلى المجلس.
وفي الحالتين الثالثة والرابعة، تقدم المستخدمون إلى المجلس بطعن على قرارات Meta لإزالة منشوراتهما. تضمن المنشور الثالث إعادة مشاركة لمقطع الفيديو مع رسالة مثبَّتة عليه تشير إلى وجود نسخة منه غير خاضعة للرقابة على تيليجرام. حظي هذا المنشور بعدد مشاهدات بلغ 17,000 مرة. اشتمل المنشور الرابع على شرح توضيحي يلفت الانتباه إلى مَن تعرض لإطلاق النار ومَن أُصيب في موقع الحادث. وقد حظي المنشور بعدد مشاهدات بلغ 11,000 مرة. وبعد تحديد بنك خدمة مطابقة الوسائط للمنشورين، تمت إزالتهما.
تجدر الإشارة إلى أن اغتيال كابريرا بارينتوس قد وقع في اليوم الأخير من الحملات الانتخابية قبل الانتخابات التي جرت على مستوى المكسيك في 2 يونيو. ولطالما كان العنف السياسي إحدى سمات الانتخابات التي أجريت مؤخرًا في البلاد، وتتحمل الجريمة المنظمة المسؤولية عنه جزئيًا. وقد أدى ذلك إلى انسحاب مرشحين من سباق الانتخابات خوفًا على حياتهم.
النتائج الرئيسية
على الرغم من أن Meta كانت محقة في الإبقاء على أول منشورين على منصاتها كمحتوى جدير بالنشر، يرى المجلس أن الشركة قد جانبها الصواب في إزالة المنشور في الحالة الرابعة من Instagram. هذا إضافةً إلى ما حظي به المنشور من قيمة مرتفعة من حيث المصلحة العامة. ولم يكن ثمة اختلاف جوهري لتبرير النتيجة المختلفة. وحتى بعد أن اختار المجلس الحالة الرابعة، أخفقت Meta في تطبيق نفس استثناء الأهمية الإخبارية معللةَ ذلك بأن هذا المنشور قد أضفى إثارة على اللقطة من خلال إعلام المستخدمين بأن اللقطة قد انتشرت انتشارًا سريعًا. وعلى الرغم من ذلك، فقد أُدرجت هذه التفاصيل مع معلومات أخرى حول حادث إطلاق النار، من بينها تفاصيل عن عدد المصابين والبيان الصادر عن الحاكم وحقيقة مفادها مقتل مطلق النار في الحدث. ورغم أن كابريرا بارينتوس شخصية ظاهرة ويسهل التعرف عليه، فقد كان شخصية عامة في مسيرة انتخابية، ولذا فإن مخاوف الخصوصية تنخفض وتفوق قيمة المصلحة العامة مخاطر حدوث ضرر.
في المنشور الثالث، والذي وجَّه المستخدمين إلى رابط تيليجرام لمشاهدة نسخة صادمة وغير خاضعة للرقابة من مقطع الفيديو للالتفاف على حظر Meta المفروض على مشاركة صور الجهات الخارجية للهجمات التي تستهدف ضحايا ظاهرين، تتفق أغلبية أعضاء المجلس مع Meta على أن هذا المحتوى شكَّل مخاطر أكبر على الأمان والخصوصية - وكان ينبغي إزالته. فبالنسبة إلى الأغلبية، كانت Meta محقة في عدم منح استثناء الأهمية الإخبارية، وخاصةً في ضوء عدم اشتمال المنشور على شرح توضيحي إضافي أو تعليق يشير إلى أن الغرض منه كان إعلام الآخرين بحادث الاغتيال أو إدانته. وتوجد أقلية من أعضاء المجلس لا توافق على ذلك، حيث ترى أن المنشور الثالث كان ينبغي أن يؤهَّل أيضًا للحصول على استثناء الأهمية الإخبارية، نظرًا لكونه مشابهًا للمنشورات الأخرى.
وكما ذكر المجلس مؤخرًا في قراره بشأن لقطات من هجوم موسكو الإرهابي، يمكن لعدة أسباب مشاركة صور الهجمات المصنَّفة. وعلى الرغم من انزعاج Meta من تمجيد ذلك المحتوى أو دعمه أو تمثيله لأنشطة المجموعات الإجرامية، فإن القاعدة التي لا تسمح للمستخدمين بمشاركة صور الجهات الخارجية للهجمات المصنَّفة على ضحايا ظاهرين يؤدي تطبيقها إلى إزالة المحتوى الذي يشكل خطرًا ضئيلاً أو معدومًا. وفيما هو وثيق الصلة بهذه الحالات، لاحظ الخبراء أن المجموعات الإجرامية في المكسيك لا تستغل عمومًا مقاطع فيديو الاغتيالات السياسية لأغراض الاستقطاب رغم أنها قد تشاركها لأغراض الترهيب. إضافةً إلى ذلك، فقد تبين للمجلس عدم وجود أدلة تثبت تسجيل هذه اللقطة من مرتبكي الحادث أو استخدامها لتكون مصدر إلهام لسلوكيات التقليد.
وعلى الرغم من أن المجلس قد وجد أن استثناء الأهمية الإخبارية ينبغي تطبيقه على المنشور الرابع، ينوَه إلى أنه نادرًا ما يُستخدم الاستثناء نظرًا لمحدودية الطرق المتاحة أمام Meta لتمييز المحتوى للاستفادة منه. وبالإضافة إلى عوامل عديدة ينبغي أخذها بعين الاعتبار لمنح الاستثناء، فإن هذا يزيد من مخاطر التطبيق العشوائي للاستثناء، وهو ما يلحق الضرر بالمستخدمين. وهذا هو السبب في أن المجلس يرى أن إدخال تغيير على سياسة Meta، بحسب المبين في قرار "لقطات من هجوم موسكو الإرهابي"، هو الأفضل لنهج Meta الحالي.
قرار مجلس الإشراف
أيَّد مجلس الإشراف قرارات Meta بشأن أول ثلاث حالات. وألغى المجلس قرار Meta بشأن الحالة الرابعة، وطلب استعادة المنشور مع تطبيق بشاشة تحذيرية بعنوان "تمييز كمزعج".
ويؤكد المجلس على توصيته من قراره الذي صدر مؤخرًا بشأن "لقطات من هجوم موسكو الإرهابي"، حيث ذَكَر ضرورة أن تسمح Meta بصور الجهات الخارجية، مع تطبيق شاشة تحذيرية بعنوان "تمييز كمزعج"، للحدث المصنَّف، والتي تُظهر لحظة وقوع هجمات على ضحايا ظاهرين لكن لا يسهل التعرف على شخصيتهم، وذلك لأغراض التقارير الإخبارية أو تعزيز الوعي أو الإدانة.
لمزيد من المعلومات
To read public comments for this case, click here.